حملت لنا وزارة الداخلية خبرا بأن الجهات المختصة ألقت القبض على أحد المواطنين (23 عاما)، والذي أطلق النار على دورية أمنية شرق مدينة الرياض، فيما لا يزال شريكه في العملية الإرهابية هاربا ونتج عنها استشهاد جنديين، وحمل الخبر أن الشابين تربطهما علاقة مباشرة بتنظيم داعش..
ومن هذا الإعلان يمكن بسط كثير من النقاط، وكل منها يحتاج إلى تعميق واستقصاء وتنبيه من غفل أو تغافل أو غرر به أو اختار أن يكون ضد وطنه وأهله.
ولو استفتحنا هذا المقال بالقول إن أي فعل يمارس ضد الوطن في زمن الحرب ــ من أحد مواطنيه ــ يعد جرما يصنف خيانة عظمى والمقترف لهذا الجرم خائنا لوطنه، وتكون عقوبة هذه الخيانة الإعدام أو السجن المؤبد.
وفي زمن السلم تطال الخيانة العظمى كل من يتواصل مع دولة خارجية ضد أمن بلاده أو إفشاء أسرارها أو التخطيط لقتل رموزها.. فهل يعي شبابنا أي جرم مهول يقترف بحق الوطن عندما ينساق أحدهم لتحفيز أو تحريض أو حماسة أو جهلا، هل يعي هؤلاء الشباب أن عقوبة انسياقهم لمثل هذه الدعوات سيكون هم أول ضحاياها وكل أسرهم حين يسلمونهم لمصير مجهول من الاحتراب والقلاقل وزعزعة أمنهم وتشريدهم.. وفي الجانب الآخر لوعة ذوي الخائن على مصيره عندما تكتشف جريمته وعقوبة خيانته..
حسنا، هناك من انساق لأفكار الظلاميين (داعش) وبايعهم على السمع والطاعة وأصبح جنديا لهم، وهناك من يتعاطف مع هذه الفئة الإرهابية وقد يروج لأفكارهم أو يجد حججا لتبرير أفعالهم (فهؤلاء هم القنابل المؤقتة التي يمكن لها الانفجار في أي لحظة)، وهذان النموذجان (المنتمي والمتعاطف) يسيران في خط متوازٍ ضد مصالح الوطن، وتكون خيانتهما وصلت لنقطة النهاية، إما ارتكاب جريمة في البلد من الداخل أو الارتحال إلى بلد أخر لمواصلة الأفعال الإرهابية.
ولأن مخطط داعش راغب في إحداث الفوضى الداخلية وزعزعة أمن واستقرار الوطن، فقد ظهرت هذه الرغبة من خلال مطالبة المنتمين لهم بالبقاء داخل البلد لمواصلة التخريب في مواقعهم مع رفض الانتقال إلى مواقع الاقتتال، ومعلوم أن المنضمين إلى داعش يقطنون حيا في إحدى مدن سوريا يطلق عليه حي (الجزراوية) نسبة للجزيرة العربية، وهؤلاء السعوديون لا يشتركون في الحروب هناك، بل ينتظرون أدوارهم لتفجير أنفسهم داخل المملكة.. ويقدر أعدادهم بالمئات، ولهذا فإن التنظيم الإرهابي بدأ يصر على المنتمين إليه حديثا بالبقاء داخل البلد.
ومشكلة هؤلاء الشباب المنساقين لأفكار داعش (ومشكلتنا نحن أيضا) أن هذه الجماعة تستند في رؤاها التكفيرية على ما يلتقطونه من أحكام وأدلة من بعض المشايخ والدعاة ومن بعض الرسائل والمنشورات القديمة المنتشرة، ويتبادلونها كإيمان لا يقبل الجدل.. وهذه الأقاويل والمنشورات يتمنهج عليها الدواعش (داخليا وخارجيا) ومن خلالها يؤسسون أحكامهم التكفيرية التخريبية.
ولهذا يجب التنبه وسحب كل الرسائل والمنشورات القديمة من أيدي الناس (وإن كانت فكرة المصادرة غير واردة)، فليتم تفنيد تلك الأفكار من قبل العلماء وكشف عوارها، ليتبين لطالب العلم الحق من الباطل، أما أن يترك الوضع على ما هو، فإن تلك الأفكار تنتج لنا يوميا (مكفراتية).
بينما أن هذا الاعوجاج الفكري لا يستوجب الصبر عليه على الأقل في الجانب التنويري ودحض الأفكار التكفيرية وتجفيف منابعها.. فإن عدم محاربة هذه الأفكار التحريضية المستهدفة حياة الإنسان في أي موقع أعدها كخيانة عظمى ضد الإنسانية.
Abdookhal2@yahoo.com
ومن هذا الإعلان يمكن بسط كثير من النقاط، وكل منها يحتاج إلى تعميق واستقصاء وتنبيه من غفل أو تغافل أو غرر به أو اختار أن يكون ضد وطنه وأهله.
ولو استفتحنا هذا المقال بالقول إن أي فعل يمارس ضد الوطن في زمن الحرب ــ من أحد مواطنيه ــ يعد جرما يصنف خيانة عظمى والمقترف لهذا الجرم خائنا لوطنه، وتكون عقوبة هذه الخيانة الإعدام أو السجن المؤبد.
وفي زمن السلم تطال الخيانة العظمى كل من يتواصل مع دولة خارجية ضد أمن بلاده أو إفشاء أسرارها أو التخطيط لقتل رموزها.. فهل يعي شبابنا أي جرم مهول يقترف بحق الوطن عندما ينساق أحدهم لتحفيز أو تحريض أو حماسة أو جهلا، هل يعي هؤلاء الشباب أن عقوبة انسياقهم لمثل هذه الدعوات سيكون هم أول ضحاياها وكل أسرهم حين يسلمونهم لمصير مجهول من الاحتراب والقلاقل وزعزعة أمنهم وتشريدهم.. وفي الجانب الآخر لوعة ذوي الخائن على مصيره عندما تكتشف جريمته وعقوبة خيانته..
حسنا، هناك من انساق لأفكار الظلاميين (داعش) وبايعهم على السمع والطاعة وأصبح جنديا لهم، وهناك من يتعاطف مع هذه الفئة الإرهابية وقد يروج لأفكارهم أو يجد حججا لتبرير أفعالهم (فهؤلاء هم القنابل المؤقتة التي يمكن لها الانفجار في أي لحظة)، وهذان النموذجان (المنتمي والمتعاطف) يسيران في خط متوازٍ ضد مصالح الوطن، وتكون خيانتهما وصلت لنقطة النهاية، إما ارتكاب جريمة في البلد من الداخل أو الارتحال إلى بلد أخر لمواصلة الأفعال الإرهابية.
ولأن مخطط داعش راغب في إحداث الفوضى الداخلية وزعزعة أمن واستقرار الوطن، فقد ظهرت هذه الرغبة من خلال مطالبة المنتمين لهم بالبقاء داخل البلد لمواصلة التخريب في مواقعهم مع رفض الانتقال إلى مواقع الاقتتال، ومعلوم أن المنضمين إلى داعش يقطنون حيا في إحدى مدن سوريا يطلق عليه حي (الجزراوية) نسبة للجزيرة العربية، وهؤلاء السعوديون لا يشتركون في الحروب هناك، بل ينتظرون أدوارهم لتفجير أنفسهم داخل المملكة.. ويقدر أعدادهم بالمئات، ولهذا فإن التنظيم الإرهابي بدأ يصر على المنتمين إليه حديثا بالبقاء داخل البلد.
ومشكلة هؤلاء الشباب المنساقين لأفكار داعش (ومشكلتنا نحن أيضا) أن هذه الجماعة تستند في رؤاها التكفيرية على ما يلتقطونه من أحكام وأدلة من بعض المشايخ والدعاة ومن بعض الرسائل والمنشورات القديمة المنتشرة، ويتبادلونها كإيمان لا يقبل الجدل.. وهذه الأقاويل والمنشورات يتمنهج عليها الدواعش (داخليا وخارجيا) ومن خلالها يؤسسون أحكامهم التكفيرية التخريبية.
ولهذا يجب التنبه وسحب كل الرسائل والمنشورات القديمة من أيدي الناس (وإن كانت فكرة المصادرة غير واردة)، فليتم تفنيد تلك الأفكار من قبل العلماء وكشف عوارها، ليتبين لطالب العلم الحق من الباطل، أما أن يترك الوضع على ما هو، فإن تلك الأفكار تنتج لنا يوميا (مكفراتية).
بينما أن هذا الاعوجاج الفكري لا يستوجب الصبر عليه على الأقل في الجانب التنويري ودحض الأفكار التكفيرية وتجفيف منابعها.. فإن عدم محاربة هذه الأفكار التحريضية المستهدفة حياة الإنسان في أي موقع أعدها كخيانة عظمى ضد الإنسانية.
Abdookhal2@yahoo.com